الأرض تتحرك ... من أجل تائب ...
الأرض تتحرك ...
وليس المراد الحركة العادية الطبيعية التي يعرفها طلبة الجغرافية ونحوهم .
ولكن المراد حركة خاصة من أجل واحد من الناس ...
ليس هذا الواحد نبيًا ولا حواريًا ...
ولكنه رجل أذنب ذنوبًا عظيمة ... حتى خيل للناس أنه لن يغفر الله له ..
لكنه تاب ...
ومات تائبًا .. لم يعمل بعد توبته شيئــًا .. لم يخرج من الدنيا إلا بتوبة صادقة نصوح ..
يروي النبي صلوات الله عليه قصته ..
قال :
" كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسًا فهل له من توبة ؟ فقال لا فقتله فكمل به مائة ... "
سبحان الله مائة نفس .. منهم رجل عابد ..
لكن الرجل يتردد في صدره أنفاس التوبة ..
يشتاق لها ..
قال رسول الله :
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ... "
نعم هذا هو العلم .. دله على الطريق ..
اقطع كل السبل التي تجعلك تعود للذنب ..
فارق كل خلان المعاصي..
حتى بيئة المعصية اتركها ..
امسح أرقامهم من على الجوال..
امسح رسائلهم صورهم
عناوينهم على الإيميل ..
وكان هذا الرجل قد قرر التوبة النصوح ...
فعل ما أرشده إليه العالم ..
قال رسول الله :
" فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبَا مقبلاً بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرًا قط فأتاه ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة ..."
لكن . كيف حدث هذا ؟
كيف قرب من أرض التوبة ؟؟
هل كان هذا محض اتفاق ؟؟
لا..
لقد حدث أمر جليل ..
أمر ليس من الأمور العادية ..
لقد تحركت الأرض بأمر ربهاااا..
يصف رسول الله المشهد .. يقول :
".....فأدركه الموت فناء بصدره نحوها فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فأوحى الله إلى هذه أن تقربي وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي وقال قيسوا ما بينهما فوجد إلى هذه أقرب بشبر فغفر له" ..
هذه كرامة التائب ...
فماذا ننتظر ؟؟